لم يشهد العالم مثل هذه الفوضى من قبل. اجتاحت العواصف المدن، والتهمت الحرائق الشوارع ، وحصد فيروس قاتل الملايين. وسط هذا الدمار، بكى طفلٌ وُلد في عين الدمار.
أمه، وهي ضعيفة مرتجفة، نظرت إليه لآخر مرة قبل أن تستسلم للموت. رحل والده، تاركًا الطفل يواجه قسوة العالم وحيدًا.
في السادسة من عمره، التحق رايفن بالمدرسة. كان اللطف ضعفًا، والضحك سخرية. سخر منه زملاؤه بلا هوادة. أصبح الألم وقوده، والعزلة حليفه.
مرت سبع سنوات. وعادت المأساة من جديد - توفي والده، تاركًا رايفن وحيدًا تمامًا. كان كل يوم اختبارًا للتحمل، وكل ليلة تُطاردها ذكريات الفقد.
في ظهيرة أحد الأيام، وبعد مواجهة شرسة أخرى مع ديريك وعصابته - ميلو، وكايد، وفين - عاد رايفن إلى منزل جدته. دفعه ديريك أرضًا، فضحك الآخرون.
في تلك الليلة، غرق رايفن في نومٍ مضطرب. التفتت الظلال حوله وهو يغرق في حلمٍ واضح. وجد نفسه واقفًا بين أنقاض مدينته: نيرانٌ مشتعلةٌ أعلى من الأبراج، ودخانٌ يتصاعد في سماءٍ عاصفة.
من الظلام، انبثقت شخصية. توهجت عينا الشيطان حمراوان، وامتدت يده الطويلة نحوه. تردد صدى صوته في عقل رايفن:
لقد رأيتُ كل شيء. العذاب، السخرية، أيام التخلي عنك... أنفاس أمك الأخيرة، وفاة والدك، خيانة من يُزعم أنهم أصدقاؤك. كل ذلك جعلك ما أنت عليه الآن.
ازدادت الرؤية وضوحًا. رأى رايفن كل ضحكة قاسية، كل دفعة قاسية، كل دمعة لم يرَها أحد. أراه الشيطان ألمه، مُضخِّمًا إياه، مُستمدًا منه قوة.
هل تسمح لي بمساعدتك؟ سألني الصوت. أستطيع أن أجعلك قويًا. أستطيع أن أساعدك على سحق هذا العالم... وكل من ظلمك.
ارتجف رايفن. تصادم الخوف والفضول، واشتعلت شرارة من قوة مجهولة في داخله. دارت الظلال، تدعوه إلى مدّ يده.
ظلّ السؤال عالقًا في الهواء، بلا إجابة. عكست العاصفة في الخارج اضطراب الداخل. وفي مكان ما، في الظلال، كانت القصة قد بدأت لتوها.
