Cherreads

غيرت حياتي

Zahraalorked
7
chs / week
The average realized release rate over the past 30 days is 7 chs / week.
--
NOT RATINGS
486
Views
Synopsis
"كل إنسان يعيش حياته معتقدًا أنه سعيد بها، حتى يظهر في طريقه من يقلب كيانه ويغير حياته . في منزل عمي ٍّ الدافئ، منزل يملؤه جوٌّ عائليٌّ مليء بالحب والحنان، ستشعر وكأنك جزء من هذه العائلة، وكأنك تعيش معهم كل لحظة، بكل تفاصيلها."
VIEW MORE

Chapter 1 - الفصل الاول

--

سامر

 طبيب جراح كل تفكيره في عمله حتي وقعت عيناه علي غروب 

طبيب جراح كل تفكيره في عمله حتي وقعت عيناه علي غروب

طه

شاب قادم من الريف شهم؛ قوي؛ غيور؛ متدين؛ يتيم؛ اناني في حبه ويبحث عن الحب والحنان في منزل عمه محمود 

شاب قادم من الريف شهم؛ قوي؛ غيور؛ متدين؛ يتيم؛ اناني في حبه ويبحث عن الحب والحنان في منزل عمه محمود

محمد 

مدرس هادي بطبعه رزين عاقل يحب الهدوء و يحب زوجته واهله وكل ما يريده ان يرزقه الله بطفل فقط 

مدرس هادي بطبعه رزين عاقل يحب الهدوء و يحب زوجته واهله وكل ما يريده ان يرزقه الله بطفل فقط

---

غيرت حياتي

الفصل الاول

غروب

امي، ارجوك

همست امي

، الحزن والبكاء لن تعيده للحياه! هل نتركك وحيده؟ أختك تزوجت، وأنتِ؟

نزلت الدموع سريعاً علي وجهي، لا أصدق ما تقوله، لقد كان حبيبي وابن خالتي وجارنا. هل أنساه بسهوله وأتزوج؟

تركتني أمي وخرجت، وسمعت صوت أبي:

ستتزوج رغماً عنها!

وأضاف:

هل سمعتي يا غروب؟

غداً سيأتي، وستجلسي معه، وأي رفض أحمق لن أقبله، مفهوم؟

أغمضت عيناي، وشردت بعيداً، أتذكر ابتسامته، أصابعه وهي تحتضن أصابعي في حنان. صمم علي علي كتب الكتاب وأنا في ثانوي، حتي لا يتقدم لي أحد وهو في الخارج، وسافر ومكث عام بصعوبه، هامساً لي:

لم أستطع البعد عنك.

وفتح عياده هنا، دكتور علي عامر، لم أصدق! حبيبي هنا، يأتي ليلاً مع خالتي ويجلس ليذاكر لي، ولم أكن أفهم شيء، وهو يبدل كل شيء للمزح، ويحمر وجهي عندما تقترب أختي سمر، هامسه:

كيف حالك يا دكتور؟

وتغمز بعيناها لي: كيف حال تلميذتنا؟

ويضحك الجميع.

أبي كان مشدد معنا على وجودنا بمفردنا، ولكن علي لم يسمع لأوامر أحد، وينتظرني عند كلية الآداب، ويرن علي، وعندما أخرج يأخذني بسيارته ويطير من على الأرض، وأصرخ خائفة:

علي!

ويضحك، عيونه...

همست: خفف السرعه.

ولا يهتم كعادته، ويهمس: لقد افتقدتك.

همست: لا تأخرني، بابا بدأ يشك في!

أخذ سيجاراً، قائلاً: عمي بيتحكم تحكمات غريبه! كتبت الكتاب، ويرفض إتمام الزواج إلا بعد السنة الرابعة! لماذا؟ أريد أن أعرف!

نظرت لعصبيته، وهمست: يتبقي عام واحد...

رفع عيناه إليها، عيناها الصافية، لونها عسلي غامق كالبندق، نفخ وتمتم: سأصبر! مضي ثلاث أعوام، وابتسمت في خجل، وأنا متأكدة أنه يسخر، وشهقت عندما قبلني في خدي فجأه!

وهمست: علي؟!

ابتسم قلب علي.

قلت في غضب: كفي أفعال المراهقين!

حدق بي، وأسرع قائلاً:

حقاً أنا مراهق؟ إذن استعدي لخطفك!

توترت، وهمست في عناد: أوك!

وأخذت تليفوني وأنا أدعي الشجاعه، ونظر إلي علي، طيب وحنين لكنه عصبي أحياناً.

اتصلت على خالتي، قائله: خالتو، أريد الذهاب لمنزلي، وعلي يريد خطفي!

وصرخ علي: يا حماره!

وضحكت، وخالتو صوتها يعلو:

علي، رجع غروب بسرعه!

رد غاضباً: حاضر يا ست الكل، طلباتك أوامر!

أغلقت الهاتف، ونظرت له هامسة:

علي، أنت غاضب؟

وقلت في براءة مصطنعة:

حبيبي، هل أنت غاضب مني؟

قال في برود: إطلاقاً.

واقترب من منزلنا، وحمدت الله في سري، وكأني كنت مع خاطف فعلاً، وأمرني:

اتفضلي، انزلي!

وفتحت الباب سريعاً، لا أصدق، وأسرعت للخارج.

ونادى فجأه:

غروب!

والتفت له:

بحبك يا جبانه!

وضحكت: حبيبي، أنت...

سمر:

غروب، ماجستير في النوم! استيقظي!

نظرت لها عابسة، بوجه أحمر، ومسحت دموع تملأ رموشي وتنزل علي خدي، وهمست:

سمعتي ما قاله بابا؟

مسحت خدي هامسة: يريد أن يطمئن عليك، نحن بنتين، أنا تزوجت، وأنتِ؟

قلت: لا أريد الزواج!

غروب، كلنا نشعر بالحزن من أجل علي، خبر موته صدمه هزت الجميع. خالتي حالتها صعبه، لا تصدق، كانت تكلمه قبلها بدقائق، وبعدها انقلبت سيارته ومات سريعاً، الله يصبرها.

وبكيت، وكأنه لم يمضِ شهور على وفاته، واحتضنتني سمر هامسة:

اهدي...

ومسحت دموعي هامسة: لقد افتقدته!

ونظرت لصورته حزينة، وأنا ألومه: لما أسرعت بسيارتك في هذا اليوم؟ لما التهور يا حبيبي؟

همست سمر:

غروب، اسمعيني جيداً.

نظرت لها.

أضافت: التمسي لأبي العذر فيما قاله أمس. عمي مصمم يزوجك طه، لأنه يعتبره كابنه، بعد أن توفي أخوه وتركه له صغيراً. وزوجه عمي أمس تلقي بالكلام السخيف على ماما.

وحدقت بها: أي كلام؟

وارتبكت سمر، وأحمر وجهها: لا داعي لتعرفي، هي تضغط علينا حتى نوافق على طه!

قلت باردة: ماذا قالت؟

نفخت سمر: لا تهتمي بها، هي امرأة تحب تكبير المواضيع!

وأحمر وجهي، أضافت: هي تريد أخذك للأرياف، لتعيشي في نفس المنزل معهم، وكلنا نعرف ذلك.

واقشعر بدني وأنا أتخيل حدوث الفكره.

وأكملت سمر: يوم الجمعة القادم، سيأتي أعمامك كلهم، تعتقدي ما سبب الزيارة؟

ونزلت دموعي، فنصحتني: قابلي العريس، هو قادم اليوم، أكيد سيكون أفضل من طه.

وأضافت: بابا متأكد، أنه لو حدث له شيء، سيأتي طه ويأخذك للأرياف، ولن يقف أمامه أحد، وسيعاملك أسوأ معاملة، لأنك رفضته أكثر من مره، ووافقتِ على ابن خالتك!

وتذكرت وعدي لعلي: لن تتزوجي غيري!

وهمست: حاضر...

خاطبتني سمر: فكري بالأمر، حتى لو تم كتب الكتاب لمده سنوات، مبرره أنك تريدي الماجستير.

أمسكت رأسي في ألم، وتركتني سمر، أنظر لصورته ودموعي لا تتوقف، حتى شعرت به في الغرفة يمسح دموعي، وهمست:

علي، أنت لم تمت!

اهدي، لا تبكي...

وابتسمت في سعادة: أنت معي؟

قال مازحاً: هل أذهب؟

وصرخت: لا!

غروب، اسمعيني بسرعة، لا يوجد لدي وقت...

ماذا؟

لا تتزوجي طه، سيؤلمك، أرجوك!

لن أفعل!

واختفى فجأه...

وهمست: علي، لا تتركني!

فتحت عيناي، أنظر حولي مصدومة: حلم يا علي؟

وفتح الباب فجأه، ودخلت أمي متوترة: هل أصبحت أنانيه حتى لا أشعر بك؟ وهذه المرأة الحاقده تسخر منك وتتكلم عن تربيتك لنا؟

لماذا تكره أمي؟ أمي امرأة طيبه، لا تؤذي أحد، بل تحب الجميع. أنا من فضلت علي ابن خالتي عن ابن عمي!

همست: أخبري أبي أني موافقه...

بكت أمي، وهي تحتضني هامسة بطيبة: خير إن شاء الله

---

سامر أحمد

معكم سامر، العريس القادم من أجل غروب.

أوقفت سيارتي، ونظرت في المرآة نظرة أخيرة شاردًا، أخذت هديتي، لا أصدق أنها موافقة على طلبي.

ونفخت وأنا أتصل بأبي:

"أنا أسفل منزلهم."

وجاء رده باردًا كعادته:

"دقائق وسأكون عندك."

وتوترت. أبي الدكتور أحمد، صاحب ومدير مستشفى الشفاء، وأنا ابنه الوحيد، وللصدق لا يعجبه الموضوع بأكمله، ولكني هددته أن أترك العمل معه وأهاجر للخارج.

ورده كان ساخرًا:

"حاضر يا دكتور، أي أوامر أخرى؟"

وبطريقة عملية خالية من المشاعر، سألني:

"هل تستحق؟"

وبالرغم من طريقته وأسلوبه، أخبرته عنها بكل شيء. جمال، وأدب، نظر إلي:

"سنرى."

"أهلاً وسهلاً." تحدث والد غروب.

نظرت أرضًا، وحماتي المستقبليّة ترحب بنا. الجميع سعداء بوجودنا، والأميرة النائمة لم تظهر حتى.

أبي أعجب بشخصية والدها، وهمست حماتي:

"عن إذنكم."

وجاءت تجذبها من يديها، وأنا لا يهمني أحد، حدقت بها في غرور، ولولا وجود الجميع، لجذبتها بجانبي وجلست بعيدًا، وكأني مرض معدي!

وهمس أبي لي:

"ذوقك جيد."

وابتسمت، لأنها نالت رضا الدكتور أحمد.

لم تكلف نفسها أن تنظر إلي، وأنا صامت، وعجبني الأمر.

وسمعت أبي:

"أنا مسافر في مؤتمر للخارج، ومادام الجميع موافق، نتفق على الخطوبة."

وتحدثت في هدوء:

"كتب كتاب، أبي."

وراقبت انفعالها في متعة: توترها، عصبيتها، وهي تشك في صوتي، وارتعاش رموشها، ودمعة تنزل على خدها كالبرق، وتمسحها، وتتكرم وترفع عيناها عليّ، وتُصدم، وتنهمر الأمطار على خدها الناعم، وقفزت وأسرعت خارج الغرفة.

وانحرج والدها، مبررًا:

"غروب خجولة جدًا."

وسيّطرت على غضبي، هادئًا، وأنا أضع ميعاد للخطوبة وكتب الكتاب:

"الخميس القادم يا عمي."

تحدث والدها:

"إن شاء الله، ولكن عندي طلب، أو نقول رجاء."

قلت بسرعة:

"اطلب يا عمي."

"أن يكون الأمر عائلي، فأنت تعرف ظروفنا الآن."

رد أبي:

"طبعًا."

واستأذنت لأشرب سيجارة في الشرفة، هل أسمع بكاءً بجانبي؟ وتتّبعت الصوت، لأجد شرفة أخرى، وهي تبكي على سريرها، وصورة علي في حضنها.

وابتعدت للوراء عندما شعرت بخطوات تدخل غرفتها.

ورجعت مكاني، وأخذت نفسًا، وأنا أسترجع منظرها ببيجامة سوداء، تُظهر بياضها، وشعرها يصل لعنقها، وأخذت نفسًا آخر من سيجارتي، وهمست لنفسي:

"ابكي كما تريدين، أنا ملجأك الوحيد."

وخرجت حتى نذهب، فلقد اتفق أبي على كل شيء، وابتسم هامسًا:

"مبروك."

وانهالت التهاني على والديها، سعداء، وهي مختفية في ظروف غامضة.

وسمعت صوتًا بالخارج، ودقّقت جيدًا، وعرفت أن العروسة أُغمي عليها من السعادة!

ونظر أبي إلي:

"ما الأمر؟"

وتحدثت ببراءة:

"لا أعلم."

وسمعت والدها:

"سأتصل بطبيب، يا أم سمر، لا تخافي."

وقفز فجأة عمي، وكأنه تذكّر وجودي، وهمست في ضيق:

"يحضر طبيب، وأنا موجود؟!"

وحدّق بي أبي بنظرة ذئب، وهمس:

"ما بك يا دكتور؟ هدي أعصابك."

وجلست أدعي الهدوء تحت نظرات أبي المتسلطة، حتى دخل والدها، ولكنه أصابني بالإحباط، وهو يتوجّه لأبي حتى يأخذه ليراها.

هل غمز أبي لي وهو خارج مع عمي؟

وسحبت سيجارة، وأسرعت للشرفة أسمع أي شيء.

ونفخت، والشرفة غرفتها مغلقة تمامًا، وعليها ستارة سوداء.

غروب 🍒

فتحت عيناي، لأجد الجميع حولي.

همست:

"ماذا حدث؟"

خاطبني رجل بهدوء غريب:

"أنيميا هي السبب."

ارتبكت أمي:

"تتبع ريجيم."

وفوجئت به يتحرّش، والجميع يضحك!

"القوام لا يحتاج ريجيم!"

واحمرّ وجهي، وضبطت الإسدال أكثر.

"سلامتك، يجب أن تأتي المستشفى حتى نتأكد من السبب."

رد أبي:

"طبعًا."

خرج الجميع، وتركوني مع سمر، وسمعت صوت ذهابهم، وبكيت.

"أتعرفي من هذا؟"

دخل أبي في قسوة، وصرخ بي:

"هل أنت حمقاء؟! عريس لن يأتي لكِ أبدًا، فرصة لأي فتاة!"

قاطعته أمي:

"اهدي يا أبو سمر، ضغطك!"

صرخ بي:

"ألم توافقي؟ ماذا حدث؟"

نزلت دموعي:

"زميلة في المستشفى ومديره، هل تعرف؟"

رد أبي ببرود:

"طبعًا أعرف."

وأضاف:

"لقد سألت عنه، وعن عائلته كلها. إنسان محترم، وجاد في عمله، ولديه مستشفى باسمه، ويريد الزواج."

ردت أمي:

"يعني لو رفضتي، الجميع سيتكلم عليك!"

مسحت دموعي، والجميع ضدي، حتى سمر همست:

"انت علي حق ، أبي."

شهقت باكية:

"الجميع ضدي، لا أحد يتذكّرك، علي... إلا أنا!"

أمرهم أبي أن يخرجوا، واحتضنني، هامسًا:

"غروب، انظري لي."

وتحدث:

"أنا لا أنام، أخاف عليكِ. عمك لن يتركك لو حدث لي شيء، وخصوصًا وأموالي كلها باسمك، أنتِ وسمر."

"سمر؟"

"وصمموا أن تتزوج من ابن عمها محمد، وأشعر بمشاكل بينهم، ولكنها لا تتحدث. وما يجعلني أصمت، أنه في النهاية طيب القلب، ويحبها."

"لكن طه؟ رجل ريفي، قوي، عنيد، لن يتحمّل بكاءك على رجل غيره، تعوّد أن يأخذ ما يريده. أخي، أشفق عليه، لموت والديه صغيرًا، فيريد تعويضه. هو يريدك... انتقام! وسامر يعرف الأمر."

ونظرت له مصدومة، وهو يقول:

"علي من وصّى عليكِ."

وأضاف:

"وسيحميك، فهو ونعم الرجال."

همست لنفسي:

"علي... وصدقت! لذلك جاء لي في الحلم!"

وهمست كأني طفلة، وأبي يمسح دموعي:

"يعني... هو جاء نداء الواجب؟ أليس كذلك، أبي؟"

"نعم، يا قلب بابا."

وقبل رأسي، وقال:

"سنعقد القران يوم الخميس، حتى لو جاء طه وعمك، تكوني باسم سامر، وهو يتصرف معهم."

وهمست:

حاضر

---

عم محمود

أغلقت الباب وخرجت، قابلتني زوجتي:

ماذا حدث؟ هل رفضت؟

أغلقت الباب وقلت سعيدًا: وافقت! يوم الخميس كتب الكتاب.ان شاء الله

اندهشت كيف؟

وأخبرتها بالحديث كله، فحدّقت بي:

هل تصدق أنه جاء بدافع وعد صديقه؟

ضحك في سعادة: لا طبعًا، وأضاف همسًا:

الدكتور عاشق حتى النخاع، عيناه تكشفه.

ردّت الأم: الحمد لله.

وسألني: أين سمر؟

محمد جاء وأخذها، ولم يجلس، كان متعبًا، فسأل:

هل يوجد شيء بينهم؟

متخانقين.

شهقت، سمر لم تتكلم.

رد حزين: هي هكذا، لا تشتكي.

في سيارة محمد،

نظرت للخارج، منعًا للمشاكل، وظل صامتًا لا ينظر إليّ حتى تحدث أخيرًا:

محمد: هكذا لا يتكلم كثيرًا، عاقل ورزين، يحب الهدوء والقراءة.

سألني: لما علي خلاف مع أمي؟

ردت بحزن: هل يجوز كلامها عن غروب؟

رد في ضيق: هذاما يُقال في الأرياف من وراء ظهر عمي.

سيطرت على أعصابي، وأرادت أن أخبره أن حماتي هي من نشرت الإشاعة، لأن غروب ترفض الزواج. تنهدت، وهمست:

هل تصدق هذا الكلام عن بنات عمك؟

ارتبك، وأضاف بنعومة:

الزواج نصيب،يا محمد• طه له موقف سخيف مع غروب.

توتر مدافعًا عن ابن عمه:

كان مراهقًا، قادمًا من الريف، وانبهر بجمالها وخفة دمها، وأضاف:

اقنعيها، توافق عليه، هو يحبها، وابن عمها. سيخاف عليها.

همست لنفسي:

أنت طيب يا محمد.

ما يحمله طه الآن لغروب: كره وحقد، لأنه رفضته، لم أنسَ يومًا هذا الشاب القادم من الريف ليلتحق بكلية العلوم، كان مغرورًا ووسيمًا، ويعتقد أن مال أبيه الكثير يجعله من أسياد القوم. خصوصًا وعمي والد محمد أراد تعويضه، فاشترى له سيارة وشقة تمليك في مصر.

أول لقاء بيننا، لم ينظر إليّ، حتى كانت عيناه مصوبتان عليّ غروب بطريقة مزعجة للجميع.

في ذلك الوقت، كانت تحب علي، فهم طه الأمر، خاصة أنه التقط الأمر بسرعة، وبدأ سخافته وتعليقاته الساخرة.

المنزل منزل عمه، وغير مرحب بعلي. حتى تعمد يومًا أن يأتي، والجميع بالخارج، ما عدا غروب، وبرّر أنه نسي مذكراته، وأحضرتها أختي بكل براءة، فافتحت الباب. هي لم تصدق ما يقوله، ولم يتخيل عقلها في ذلك الوقت مدى حماقته، لأنه يغازل بنت عمه.

هل اعتقد أنها ستنبهر به؟

لقد خافت منه.

رد غاضبًا:

أنا أريد الزواج بك!

ويريدك؟

أحمر وجهها، وهو يحاول أن يبعد الباب، فأسرعت تجرى مفزوعة، واغلقت الباب في وجهه.

وسمعته يصرخ:

تحبِي علي في أحلامك!

عندها اتصلت بي وهي تبكي، وكان محمد معي مخطوبين، فاسرع معي، وجذبه للخارج، وهو ينهره عن فعلته الحمقاء.

غروب، لم أخبر أبي ولا أمي بالحادث، علي وعد من محمد ألا يدخل طه المنزل تانيًا بمفرده.

وصلنا. همس محمد:

انزل.

همست: لن أخبرك، محمد سامحني.

سامر.

دخلت، ليلاً، في الفيلا، وأنا متأكد من نومه، فمواعيد النوم شيء مقدّس، ولكن خاب أملي.

دكتور سامر؟!

نفخت في ضيق، وأنا أعلم ماذا سيقول مسبقًا، وانا مرهقة من العمل.

ردّ: نعم، أبي؟

ما علاقة علي بخطيبتك؟

ابتسمت تلقائيًّا: خطيبتي!

قاطع أبي:

أحلامي؟

أنت يا روميو!

خجلت.

رد علي سؤال أبي:

كانت خطيبته، ووصاني عليها.

رد أبي ساخرًا:

كتب كتاب ولم يتم الزواج!

وعبث برأسي: مجرد خطيب...

وشعرت بنار بداخلي، وأتذكر أي شيء يدل على كلام أبي.

سخر أبي:تهمس !

باسمه، وهي فاقدة الوعي، وصورته في حضنها؟!

أتعرف معنى ذلك يا دكتور؟

قلت في ضيق: مع مرور الوقت ستنسى...

رد أبي: أنت مقتنع بكلامك؟

رددت بعصبية: أبي، ماذا تريد؟

ونظرت إلى صورة أمي، وأغمضت عينيّ:

الله يرحمها.

كنت ستفرح امي لي، أ، ان حلمي المستحيل تحقّق

رد أبي باردًا:

تنهي المهزلة، وتتركها لابن عمها، هو أولى بها.

ونظرت له: كيف عرفت؟

رد:

سألتُ عنهم، والتقط الهاتف، أخبر والدها أنه لا يوجد نصيب.

رد هادئا متحدّيا :

أقسم إن لم أتزوج غروب، سأصعد وأخذ ملابسي، ولن تراني ثانية.

نظر لي: هل تهددني؟

سخرت:

أبداً!

وهمست ببرود:

ابن عمها إذا أخذها مني، سأقتله!

نظر إلى أبي، وهو ينفخ كأني طفل.

أمر:

اصعد إلى غرفتك!

واستدرت، في سعادة، فالطبيب خسر المعركة أمامي، ولم يتركني أفرح بانتصاري، حيث همس بعملية.

ولكن التمس لك العذر، فهي جميلة، تمتلك أجمل عيون.و

قاطعته:

دكتور؟

ضحك عاليًا وترك المكان.

وهمست، مراهقة متأخرة، وجلست، وانا أفتح موبايلِي.

وأخرجت مقطع فيديو لفتاة تضحك في سعادة لحبيبها، وهو يهمس لها بعصبية:

كفي!

ضحكتك عالية!

وأغمضت عينيّ، أتذكر حين دعوت الزملاء، كلهم، حتى أراها فقط، وصوت ضحكها يجعلني صامتا دائمًا، ولا أتكلم، حتى أعرف عنها كل شيء.

حتى قصة طه سمعتها منها، عندما كانت تتحدث بعيدًا عنا، ومرتبكة، وغاضبة، وكانت ترفض الرجوع حتى يذهب هذا المتحرّش.

علي كان كتومًا، لا يتكلم عن حياته.

في المستشفى، تقدّم للعمل لدى أبي، بدون وسائط.

لم أهتم به يومًا، حتى رأيتها تجلس في المستشفى تنتظر أحدًا.

توقفت مكاني، أحدق بها: هل أصيبت؟ ما الأمر؟

هل هي مريضه هنا، أم مرافقه؟

ودق قلبي فجأة بعنف، وهي تضحك في الموبايل بطفولية، قائله:

مفاجأة! تعالي سريعًا، أنا هنا!

وهمست، مضيفة بخجل:

بحبك.

جعل قلبي يدق!

كانها تحدثني انا ، واقترب علي منها، جذب يدها بعصبية، أكيد أخاها، وجذبها خلفه.

سأخطبها الآن!

واقتربت منه، وتكلمت ببرود:

دكتور علي؟

وابتسمت، وعلي عصبي، يبرر:

ممكن أستأذن ساعة، دكتور؟

شاردت بخيالي:

اتركها لي، سأخذها لمنزلكم، وشعرت بفضول أن أعرف ماذا يحدث.

اتكلمت ببرود:

تفضّل.

وسمعتها تعترض:

سأذهب كما جئت، لا تترك عملك.

وبهدوء أعصاب، أخذت تليفوني، وأجريت اتصالًا متعمدًا أن امنعه من الخروج ، حتى أعرف من هذه.

جلست تلعب في الموبايل بسعادة، واناا احاول الا اقترب منها وكاني مراهق

اتخذت القرار وجلست بجانبها

واخذت ملف مريض وكاني مهتم بقراءته وفوجئت بها تحدثني في خجل

هل يوجد لديك شاحن ودافعت عن نفسها

علي سيتصل علي تليفوني وسيغضب مني

وحدقت بها وكاني في عالم تاني هل اخطفها الان واتزوجها احم احم

واخفضت راسها قائله دائما العب ببجي والبطاريه تنتهي انا حمقاء

واقسم اني في هذا الوقت احببت لعبه ببجي السخيفه وعالم الاتصالات كله

قلت مقاطعا

اعطني الموبايل

احمر وجهها وانا اخذه واترك المكان والتفت مصدوم وهي تنادي دكتور سامر

قلبي الضعيف لايحتمل ساصاب بنوبه

قلبيه. تعرف اسمي همست ١٠% اكفي

غمضت عيناي حتي لا تفضح ما بداخلي وهمست في برود

قلت:

؟

همست في برود:

إن شاء الله...

ضحكت:

هل تعتقد أني سأسرق موبايلك؟ فتريد أن تخبرني أنها تعرف اسمي؟

ودخلت إلى الممرضة في الاستقبال:

لمياء؟

وانتفضت مرعوبة:

دكتور سامر؟!

اعذرني، لم أتناول فطوري صباحًا.

صرخت بها:

أغلقي فمك!

اعطني شاحنك!

جذبته في سرعة، فتفضّل، دكتور.

تركتها تتحدث، وأسرعت إلى مكتبي، ووضعت الموبايل في الشاحن، وكانت المفاجأة: الموبايل ليس عليه كلمة سر، وتوالت الصدمات، وشعرت بألم في صدري، وصور علي تملا الجهاز، حتى ظهرت صورة خطوبة، وهي بجانبه، والسعادة تملا وجهها.

ورجعت للخلف ببرود، وهمست:

عادي... مجرد فتاة...

واقتربت في فضول، وأنا أتنهد، صورها مع علي في كل مراحل العمر: ابتدائي، إعدادي، ثانوي.

همست:

سكر بالضفيرة.

واطرقت الباب فجأة، وابتعدت، وأنا أغلق الهاتف، أركز على شاشة الكمبيوتر.

وفوجئت بها تدخل بسرعة، وكان أحد يطاردها:

ممكن الموبايل؟

ونظرت لها بهدوء غريب:

تفضلي.

جذبته في سرعة، وخرجت سريعًا، وتنهدت:

سراب.

سامر؟

لماذا تنام هنا؟ خاطبني أبي.

وأضاف بدون مشاعر، كعادته:

وراءك عملية صباحًا، اصعد لتنام.

نظرت إلى أبي شاردًا.

وهمست لنفسي:

والآن تريد مني تركها لابن عمها؟ يا أبي، رفقًا بقلب ابنك!