Cherreads

Chapter 8 - الفصل الثامن :"إرث المملكة المفقودة – الدخول إلى الحد الكبير

الضباب لم يعد مجرد ستار… بل صار جدارًا يضغط

على صدورهم.

كل نفس يخرج من الطاقم يذوب في صمت البحر، حتى أن صرير الخشب على ظهر السفينة بدا كأنه أنينٌ قادم من الأعماق.

ثم… جاء الصوت.

همسات غريبة، كلمات بلغة لم يعرفها أحد، لكنهم سمعوها واضحة في عقولهم، كأن البحر نفسه قرر أن يتكلم.

ريكو (يرفع يده ليُسكت الجميع، عينيه تحدقان في العدم):

"توقفوا… هل تسمعون؟ … هذا ليس صرير الخشب."

سيلين (تتراجع، عيناها ترتجفان):

"النقوش… إنها تهمس… وكأنها تنادينا."

غاروك (يمسك سيفه بعنف، صوته يقطر غضبًا):

"اللعنة! البحر لا يهمس… البحر يصرخ! هذا شيء آخر… شيء حي."

فجأة، تهتز الصخرة المنقوشة الملقاة على سطح السفينة، وتضيء بوميض أزرق باهت.

اللهب الصغير الذي كان يدفئهم يُطفأ بلا سبب، ويغرق المكان في ظلام خانق.

لكن وسط العتمة… بدأ ذلك النور الزاحف يتدفق من الحجر كدماء تسيل في العروق.

داركنس (يخفض صوته وكأنه يخاطب قوة أزلية):

"لقد بدأ… صدى أشاتار. الحجر الأول… استيقظ."

ريكو (يلتفت إليه مصدومًا):

"استيقظ؟! … ما الذي تعنيه بالضبط؟!"

قبل أن ينال جوابه، تصرخ سيلين، رافعة يدها المرتجفة نحو السماء:

"انظروا… القمر!!"

وإذا بضوء القمر ينكسر فجأة، ثم يعود ليرتد كمرآة هائلة ويصب فوق الحجر الذي في يدها.

الوميض يشتعل، ثم يمتد كطيف بحري، فيضيء عرض البحر كله بين الأبيض والأزرق.

تحتهم، تنكشف الصخور العملاقة، مصطفةً كأعمدةٍ مغمورة، كأنها مدينة نائمة تحت الأمواج.

تتعالى الهمسات مجددًا… هذه المرة أوضح، أقرب، حتى بدا وكأن الحجارة نفسها تتكلم.

غاروك (يتراجع بخطوة مذعورة):

"أقسم أن هذه الحجارة… مسكونة!"

داركنس (يبتسم ابتسامة مهيبة، صوته يحمل قوة القائد):

"أيها الرفاق… أمسكوا الأشرعة! لقد وصلنا… إلى أعتاب أشاتار."

يرفع رأسه عاليًا، والضوء الأزرق ينعكس في عينيه، ثم يطلق ضحكة عزم وثقة تهز الطاقم:

"المملكة العظيمة… التي ظن الجميع أنها فُقدت إلى الأبد!

لم تكد ضحكة داركنس تنتهي حتى اهتز البحر من تحتهم.

موجة ضخمة ارتفعت فجأة، لكنها لم تتحطم… بل تجمدت في الهواء، كأن الزمن نفسه توقف!

الطاقم كله ينظر بذهول، والألوان الأزرق والأبيض تنعكس على وجوههم المرتجفة.

ريكو (يتراجع خطوة، يده تمسك مقبض سيفه):

"ما هذا…؟! البحر… لا يتحرك!"

سيلين (تصيح بصوت مرتجف):

"ليس البحر! انظروا… إنها الحجارة، إنها تتحرك!"

تحت الماء، الأعمدة الحجرية بدأت تصعد ببطء، كأنها تنهض من سباتها.

كل عمود يحمل نقوشًا مضيئة، والهمسات التي سمعوها سابقًا تتحول الآن إلى أناشيد غامضة، كأصوات جوقة قديمة تردد طقوسًا منسية.

غاروك (يرفع سيفه، صوته يغلي بالغضب والخوف):

"اللعنة! هذا المكان ملعون… لن أسمح لهذه الأصوات أن تدخل رأسي!"

فجأة، من بين الأعمدة الصاعدة، يظهر ظل ضخم.

شيء طويل… مهيب… يسبح بينهم بخفة غير طبيعية، رغم حجمه الهائل.

العينان فقط هما ما كُشف أولًا… عينان ككرتين متوهجتين، تحدقان بالسفينة وكأنها دخيلة.

أحد البحارة (بصوت مختنق):

"مخلوق… لا! … هذا حارس!"

تتردد الكلمة في ذهن الجميع: حارس أشاتار.

داركنس (يخطو للأمام، يقف في مقدمة السفينة وابتسامة التحدي لا تفارقه):

"أخيرًا… أول اختبار."

الوحش يطلق صرخة هادرة جعلت الهواء نفسه يرتجف، وتتناثر الأمواج حول السفينة كأجنحة ضخمة.

لكن داركنس يرفع يده بهدوء، كأنه يسيطر على الفوضى:

داركنس:

"أيها الرفاق… لا تخافوا. هذه ليست سوى البوابة الأولى.

إن كنتم حقًا تريدون دخول أشاتار… فعلينا اجتياز الحارس!"

More Chapters