Cherreads

Chapter 1 - حياة جديدة

غرفة ضيقة، جدرانها المعدنية تتعرق من الرطوبة. ضوء أصفر باهت يتدلّى من سقف مائل، يفضح ملامح رجال قساة الوجوه يحيطون به.

كان جالسًا على كرسي صدئ، يداه مقيدتان بأسلاك معدنية، أصابعه ملطخة بالدم. اقترب منه أحدهم بهدوء، يحمل كماشة صدئة، وسأل بصوت خشن:

— "أين الوثائق؟ أين تخفيها؟"

صمت.

وجهه جامد، عيناه تراقبان الأرض كما لو كانت الإجابة هناك.

ضحك رجل آخر ضحكة باردة، أمسك بيده بعنف، وانتزع ظفره من مكانه. الألم تفجّر في جسده، لكن شفتيه بقيتا مطبقتين.

— "تصرّ على اللعب؟"

صُعق بالكهرباء. لسعات معدنية مزقت جلده، ورائحة لحم محترق تسللت في الغرفة. ومع ذلك... ظل صامتًا.

بعد ساعة من التعذيب، العرق يغمر جبينه، جسده يرتجف رغم المقاومة. انحنى أحدهم إلى وجهه وقال بحدة:

— "آخر فرصة. تكلم."

رفع عينيه ببطء، فيهما ظلام هادئ، ثم همس:

— "إنهم في مؤخرتك."

انفجر غضب الرجل، سحب سكينًا طويلة وضغط النصل على عنقه حتى خرج الدم.

— "حسنًا... لم تقل أين الوثائق؟ لانحرنك الآن!"

وفي اللحظة التي يوشك فيها على قطع رأسه—

فتح عينيه فجأة.

يتنفس بصعوبة، قطرات العرق تغطي وجهه.

إنه ليس في غرفة التعذيب. السقف أبيض. أجهزة طبية تومض بضوء أخضر ثابت. رائحة المطهّر تملأ المكان.

المستشفى؟ كيف وصلت إلى هنا؟

حاول النهوض، لكن جسده كان ثقيلاً. حدّق في الجدار ليتأكد أنه ليس حلمًا آخر.

الباب فُتح، دخل طبيبان، سألاه أسئلة لم يرد سماعها. ظل صامتًا، يحدّق بهما ببرود حتى غادرا وهما يتهامسان:

"صدمة نفسية... هوية غير معروفة."

بعد ساعات طويلة:

دخلت العائلات الواحدة تلو الأخرى. امرأة تصرخ: "إنه ابني!"، أخرى تبكي، رجل يلوّح بصورة. لكنه لم يتحرك، لم يقل شيئًا، وكأن كل ذلك لا يعنيه.

وفي النهاية، دخلت عائلة مكونة من رجل مسنّ، جدة ترتعش من التعب، وفتاة في السابعة عشرة تحدق في عينيه طويلاً، ثم تهمس بثقة غريبة:

— "هذا هو... لن أخطئ عينيه أبداً."

التفت الجد لابنته قائلاً: "أعرف أنك تشتاقين لأخيك الأكبر، لكن يجب أن نتأكـ..."

قاطعته الفتاة بصوت عالٍ: "هل تتذكر يا جدي عندما كنت تحكي لنا عن أخي الأكبر؟ لما سقط الماء الساخن على رقبته؟ انظر! لديه الحرق في رقبته، أليس هو؟"

استدار العجوز مباشرة، نظر إلى عنق الشاب ورأى الندبة. فجأة استعاد ذكرى قديمة: طفل في الرابعة، يلعب بسعادة غير مبالٍ بالعالم، ثم يتعثر ويسقط الماء الساخن على عنقه.

ركض الجد مباشرة لمعانقة الشاب، الدموع تملأ عينيه. تبعته الفتاة والجدة، يعانقونه بحرارة.

لكن صوت ألم الشاب قطع اللحظة:

— "آه... آه..."

أدرك الجد أنه يضغط على أضلاعه المكسورة.

— "آسف... لقد غلبني الشوق. هل أنت بخير يا بني؟"

— "أنا... لا أتذكر شيئًا عن عائلتي. فقط لحظة افتراقي عن والدي ووالدتي."

ابتسم الطبيب وهو يدخل:

— "هذا طبيعي. مع الوقت ستستعيد كل شيء. لنتركه يستريح قليلاً."

بعد شهر كامل – 2017/05/15 – الساعة 18:45 مساءً:

لقد مرّ شهر وحان وقت خروجه. في هذا الشهر عرف أن لديه أختًا اسمها ساكورا لي، وأخًا توأمها اسمه ياماتي لي.

ياماتي زاره عدة مرات، بدا وسيماً مثل أخته، بجسد قوي وبناء متين، ويدين خشنين تحملان أثر المعارك، عيناه بنيتان لامعتان وأنفه قصير. يدرس في نفس صف أخته في الثانوية.

كلاهما يعيشان مع الجد والجدة منذ وفاة والديه، وقد اعتنوا بهما كأنهم أبناؤهم.

دق الباب:

— "دق... دق..."

عدّل الشاب جلسته وقال: "ادخل."

فتح الباب، ودخلت ساكورا بابتسامة مشرقة، كادت ابتسامتها أن تجعل الغرفة تضيء.

— "هل أنت جاهز؟ لقد حان وقت خروجك! هيا بنا!"

بدا عليها الحماس وكأنها تنتظر هذه اللحظة منذ زمن طويل.

وصلوا أخيرًا إلى المنزل. كان منزلاً مكوَّنًا من محل في الطابق الأرضي وطابقين علويين.

— "لقد وصلنا... هذا هو منزلك يا جين."

تقدّم جين ودفع باب المحل ليفتح.

"رنين... رنين..."

"أهلاً بعودتكم!"

كانت هناك فتاة مبتسمة، شعرها أشقر وعيناها زرقاوان، جميلة للغاية.

(يبدو أنها كانت تنتظرنا.)

قدمتها ساكورا: "جين، هذه صديقتي هينا، تعمل في المحل بدوام جزئي."

مدّت الفتاة يدها: "تشرفت بلقائك."

صافحها جين مبتسمًا: "سعدت بلقائك."

قال الجد من الداخل: "هيا يا أولاد، لقد حان وقت الاحتفال!"

جهزوا مائدة مليئة بالأطعمة والحلويات، وبدأ الاحتفال بعودة الحفيد والأخ الذي فُقد منذ 14 سنة. جلست ساكورا قربه:

— "كيف هو؟ لذيذ؟"

أخذ جين لقمة، ابتسم بعينين تتلألآن وأغمض عينيه براحة:

— "نعم... إنه لذيذ."

لم يتناول جين طعامًا مثل هذا في حياته... هذه أول مرة.

بعد تناول الطعام وقف الجد: "ساكورا، خذي أخاك إلى غرفته ليستريح."

وقفت ساكورا: "هيا بنا يا جين."

وصعدا إلى الطابق الثالث.

فتحت باب غرفة صغيرة فيها سرير ومكتب وجهاز قديم وبعض الكتب.

— "تفضل يا جين، لم نرد أن نملأ الغرفة حتى تختار ما تريد إضافته."

ظهر الانبهار على وجه جين؛ كانت هذه أول مرة يرى مثل هذه الأشياء. تقدم خطوتين نحو السرير واستلقى، شعر براحة وسكينة.

"لا اريدها هكذا فقط "

قالت ساكورا بسعادة: "حسناً، نومًا هنيئًا."

بقيت ابتسامته للحظات، ثم تحولت ملامحه فجأة إلى صرامة:

يجب أن أبدأ... لا وقت لدي. عليّ تأسيس منظمتي. لقد جاءتني الفرصة ولا يجب أن تذهب سدى.

أغمض عينيه ونام.

اليوم التالي:

"أنا سأذهب، لقد تأخرت على فصلي. إلى اللقاء."

كانت العائلة مجتمعة على الفطور باستثناء جين وساكور التي ذهبت الى فصلها لانها تأخرتا.

سأل الجد : "يا ياماتي، ألم يتأخر الوقت؟"

— "نعم... حسناً، أنا ذاهب. إلى اللقاء."

نظرت الجد إلى الجدة التي كانت تغسل الأواني: "هل تظنين أن جين لا يزال نائمًا؟"

— "لا أعلم، لكنه كان متعباً... دعه يستريح. أنا سأفتح المحل وأصنع بعض الحلوى. تعال وساعدني حين تنتهي."

— "حاضر."

في غرفة جين:

— "997... 998... 999... 1000!"

كان يقوم بتمارين الضغط. بعد انتهائه، استحمّ ونزل للطابق الأرضي. لم يجد أحدًا في المحل، فاتجه إلى المطبخ، حيث وجد جدته تصنع الحلوى بابتسامة سعيدة.

اقترب بخطوات هادئة كي لا يزعجها، لكنها التفتت فجأة فرأته:

— "جين! هل استيقظت؟"

— "نعم، لم أجد أحدًا فأردت أن أرى ماذا تفعلين."

— "حسناً، هل تريد أن تساعدني في صنع الحلوى؟"

— "هل يمكنني؟"

ابتسمت الجدة وبدأا العمل معًا. وكان الجد يراقب من بعيد بصمت.

فتح باب المحل:

"رنين... رنين..."

ذهب الجد ليرى من هناك، فإذا بستة رجال ضخمين، عضلاتهم مفتولة وأجسادهم مغطاة بالوشوم.

— "مرحبًا أيها العجوز، هل جهّزت المال؟"

— "ليس هذا وقتنا المتفق عليه."

— "ههه، نحن من نحدد متى نأخذ مالنا!"

— " لن اعطيكم اي شئ حتى ليوم لمحدد"

لكم أحدهم العجوز بقوة في وجهه، فارتطم بزجاج المحل وتحطم الزجاج بصوت مدوٍّ.

سمعت الجدة وجين الصوت فهرعا مسرعين.

رأوا العجوز ملقى على الأرض ودمه يسيل، فارتجفت الجدة وخافت بشدة... بينما تحول وجه جين من ابتسامة هادئة إلى عبوس حاد:

(أريد قتله... أريده... أريده... أريد قتله... اقتله... اقتله... اقتله... اقتله... اقتله...)

================ ================ 

اسف اذا كانت أخطاء سأحاول ان اصلحها في الفصول القادمة 

حساباتي لتواصل وشكرا

Instagram: laamiyar_hamza

X (Twitter): hamza laamiyar

Gmail: hamza232324ya@gmail.com

More Chapters